علم الانسان مالم يعلم

علَّم الانسان ما لم يعلم

إنّ من كرم الله تعالى أن علم الإنسان ما لم يعلم، فشرفه وكرّمه بالعلم وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم(ع) على الملائكة، وأنّ العلم تارة يكون في الأذهان وأخرى في اللسان وثالثة في الكتابة بالبنان، وفي الآية الكريمة أقوال منها:

1- أي علم آدم(ع) أسماء كل شيء حسب ما جاء في القرآن الكريم فامتثلت الملائكة الأمر لما رأت شرف الحال ورأت من جلال القدرة.
2- أريد بالإنسان هنا محمد(ص) لقوله عز وجلّ مخاطباً إياه(ص): "وعلمك ما لم تكن تعلم”.
3- أريد بالإنسان جنسه الشامل للذكر والأنثى لقوله تعالى: "وأخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً". وعليه فإن كل العلوم من الله عز وجلّ. وقد قال بعض خبراء المفسرين لبعض الفلاسفة والمتكلمين: أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت. ولا تظن أنّ التعليم العام من عند الله عز وجلّ يختص بالأنبياء لا يتجاوز غيرهم؛ إذ قال تعالى: "فاتقوا الله ويعلمكم الله" فكل من وصل إلى حقيقة التقوى فلابد أن يعلمه الله ما لم يعلم ويكون معه، كما قال عزّ وجلّ: "إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”.
إنّ الله عز وجلّ منح الإنسان العقل الذي هو مصدر العلوم، وليس للعقل حد ينتهي إليه لا الصعود إلى القمر ولا إلى المريخ، وكذلك علوم الإنسان، فإنّها تزداد يوماً بعد يوم إلى ما لا نهاية، وهكذا تتطور حركة العلم لتتطور معها آفاقه.. ليعلم الإنسان ما لم يعلم من خلال الموهبة والإحساس والعقل والإرادة التي قدرها الله في عمق شخصيته وفي سرّ وجوده، وأنّ الله يريد للإنسان أن يختزن في وعيه أنّ العلم يمثل القيمة العظيمة الكبيرة التي تدل على سرّ قدرته كما تدل على سرّ نعمته في حياة الإنسان الذي لابد أن يشكر هذه النعمة فيحول علمه إلى خدمة الله والحياة.